من مشروع الشهيد القائد

 ‏▪التركيز على تصحيح المفاهيم وأن مشكلة الأمة ثقافية وهي حرب المصطلحات " في مشروع الشهيد القائد "

▪الحلقة الثانية .

▪ثقافات منحرفة أثرت في مسار الأمة:

لقد أصبح المسلمون منهمكين بثقافات منحرفة ومفاهيم مغلوطة لا تمت إلى الدين بصله، قام أعداء الدين والإنسانية بتغذيتها وتقويتها

1

‏وتأصيلها في عقول المسلمين، وتم تقديمها باسم الدين، وبمصطلحات جذابه وبمسميات برَّاقه وذلك كي تنطلي على المسلمين وهذا ما تحقق لأعداء الإسلام

قال الشهيد القائد -رضوان الله عليه- (هذا شرف عظيم جداً لنا أن يكون توجُهنا قرآنياً ومهم في هذه المرحلة بالذات لأن أعداء الله يتوجهون أساساً

2

‏إلى ضرب القرآن في نفوس الناس إلى إقصاء الناس عن القرآن، إلى تغييب القرآن مهما أمكن إلى خلق ثقافات تشكك حتى في القرآن، حرب شديدة ضد القرآن لكنهم لا يستطعون أن يمسوا نص القرآن بسوء، سيمسونا نحن بالسوء، سيفصلونا عنه، سيبعدونا عنه، سيشغلوا أذهاننا بأشياء تصرفنا عنه، وبالتالي يصبح

3

‏القرآن بمعزل عن حياتنا، عن التفاتاتنا أمام أي إشكالية نعاني منها)إهـ

قلتُ: لقد صدق الشهيد القائد فقد استطاع أعداء الإسلام باسم الدين وعبر علماء الدولار أن يضلوا غالبية أبناء هذه الأمة بثقافات مستوردة وبثقافات لا تمت إلى الإسلام بصلة فمن هذه الثقافات - على سبيل المثال - ثقافة

4

‏الخنوع للظالمين وطاعة الفاسدين وإخماد جذوة الروح الجهادية في قلوب المسلمين حتى اصبحت هذه الثقافة المنحرفة تدرس في المناهج الدراسية، والجامعية،وأصبح لها مؤلفاتها وكتبها والتي اصبحت منتشرة في المكتبات العامة والخاصة وفي المساجد،يفتي بها العالم ويجاهر، ويتشدق بها الخطيب في المنابر

5

‏(أطع الحاكم الظالم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) فلا تنتقده بشيء وما عليك إلا السمع والطاعة له، وأتوا بأحاديث كان قد وضعها علماء السلاطين ثم أصبحت فيما بعد أحاديث منسوبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -وبها تثقف المسلمون فأصبحوا خانعين أذلاء والعجيب أن هناك الكثير من العلماء

6

‏ممن يُشار إليهم بالبنان قد تثقفوا بهذه الثقافة وثقفوا بها الآخرين والأعجب أن يكون في بلادنا ممن تأثر بهذه الثقافة المخزية ولقد انكشفت حقيقتهم من خلال سكوتهم وصمتهم عن الحرب الظالمة التي شنها العدوان السعوأمريكي على بلادنا، لقد بخلوا حتى بقطرة من مدادهم في كتابة بيان أو مقال

7

‏يناهض العدوان بينما دماء المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية تسيل في جبهات القتال دفاعاً عنهم وعن شعبهم وأرضهم فهؤلاء ليسوا بعلماء مهما اشتهروا بالعلم لأنهم لم يعرفوا القرآن ولم يتثقفوا بثقافته

فثقافة الخنوع للظالمين تتصادم مع كتاب الله القائل(والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون)

8

‏وليس يخنعون وينبطحون للظالمين والمستكبرين والقائل: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) والقائل: (ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) (ولا تُطِعْ من أَغفلنا قلْبَهُ عن ذِكْرِنَا) إن الله عزوجل ما لعن بني إسرائيل إلا لأنهم سكتوا عن المنكر ولم ينهوا عنه

9

‏قال تعالى:(لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ ذلك بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عن مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يفْعَلُونَ)

وهل هناك منكر أكبر مما فعله آل سعود بالشعب اليمني؟!

10

‏إذاً هذه الثقافة المنحرفة تتصادم مع كتاب الله ومن تثقف بها فقد خالف كتاب الله تعالى.

قال الشهيد القائد: (أليس هذا- أي الثقافة المغلوطة المنحرفة- إبعاداً للناس عن روح القرآن الذي يأمر الناس في مواجهة أعداء الله في مواجهة الكافرين، الظالمين، الفاسقين أهل الكتاب...

11

‏(قَاتلوا الَّذِين لا يُؤْمنُون بِاللَّهِ ولا بِالْيوْم الْآَخِرِ ولا يُحرمُون ما حرم اللَّهُ ورسوله ولا يَدِينُونَ دِين الْحَقِّ من الذين أوتُوا الْكتَاب حتَّى يُعْطُوا الْجِزْيةَ عن يَدٍ وهُم صاغرُون)يعطونها وهم يعترفون بأن أيديكم فوق أيديهم، يعترفون بصغارهم تحت هيمنتكم ) إهـ

12

‏وقال - رضوان الله عليه- :(( لسنا بحاجة إلى ثقافة تضفي شرعية على أن تتقبل الكفر وتتقبل هيمنة الكافرين، يجب أن نحذر من مثل هذا المنطق وهو الدعوة إلى طاعة الظالم وأنه لا يجوز الخروج على الكافر المقطوع بكفره كما قال الألباني وأنه يجوز العيش في ظل الدولة الكافرة في بلاد الإسلام

13

‏وأن نعرف أنه إذا لم نثقف أنفسنا بثقافة القرآن فسنكون ضحيةللآخرين ضحية لثقافات أخرى))إهـ

قلتُ:نقل ابن حجرفي الفتح[7/13]عن ابن بطال أنه قال(وقدأجمع الفقهاءعلى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه،فإن طاعته خير من الخروج عليه،ولم يستثنوا من ذلك إلاإذاوقع من السلطان الكفر الصريح)

14

‏أقول هذه مجازفة وتعصب مقيت ويكفي في نقض هذا الإجماع خروج الإمام الحسين -عليه السلام- على طاغية زمانه وظالم أوانه وقتاله لجيش بني أمية وشهادته هو وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأخيار عليهم السلام، وسيرته من الخروج على يزيد حجة على المسلمين، روى الطبري في تأريخه (300/7) وابن الأثير

15

‏في الكامل(48/4)أن الحسين خطب في أصحابه،وأصحاب الحر فحمدالله وأثنى عليه ثم قال:أيها الناس إن رسول الله قال:(من رأى سلطاناً جائراًمستحلاً لحرام الله،ناكثاً لعهدالله مخالفاً لسنةرسول الله يعمل في عبادالله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولاقول كان حقاًعلى الله أن يدخله مدخله)

16

‏قلتُ: ولمَّا لم يجد علماء البلاط أدلتهم مجدية في طاعة الظالمين عمدوا إلى الاستدلال بآية قرآنية وقاموا بتحريف معناها وبتغير مفهومها لتكون حجة لهم وإليك الآية : (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)وهذه الآية هي عليهم لا لهم

17

‏فكلمة منكم تعني منكم أيها المؤمنون وليس من غيركم.

 قال الشهيد القائد - رضوان الله عليه-(( أين هم أولئك الحكام الذي يصح أن يقال عنهم (منكم) ؟!... وجدنا هؤلاء لم يعودوا منا،

18

‏أصبحوا أكثر انسجاماً مع أمريكا، مع سياسية أمريكا معظمهم على هذا النحو....لم يصدق على الكثير منهم معنى (منكم) حتى لوكانت الآية على مايريدون فما بقي (منكم) بقي لأمريكا تريد أن تعين ولاة منها وليسوا منا ))إهـ

19


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة عبدالباري عطوان إلى ضاحي خلفان

بعين النفاق الغرب يذرف الدموع على الأوكرانيين ويتجاهل مآسي اليمن

نحن شعباً لا يُقهر